[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كانت الحركة حول ملعب نادي قطر متوقفة .. فلا صيحات تعلو من وراء الأسوار .. ولا حياة على المدرجات .. والتعليمات الصارمة تمنع كل مشجع أو إعلامي أو إداري من الدخول لمتابعة اللقاء (السري) بين العراق والصين!
لكننا في زمن لا يخفى فيه شيء، ولا يمكن التكتم فيه على أمر .. ولهذا كانت أدق تفاصيل المواجهة الودية في المتناول حتى لو حاول أي من الطرفين إخفاء ما كان يجري تحت ستار من العتمة .. ولمن لم يعرف بما جرى في آخر مبارياتنا الودية قبل خوض الاستحقاق الآسيوي أشير إلى أننا كنا في البداية متقدمين بهدفين لهدف .. الهدفان حملا إمضاء السفاح يونس محمود العائد إلى إبداعه الهجومي الذي يثلج القلب .. كان المنتخب يؤدي بنخبة من أفضل ما لديه من لاعبين ولا أقول أفضلهم على الإطلاق .. فمن تتخيله من اللاعبين الكبار الذين يستحقون اللعب كانوا بالفعل داخل التوليفة التي اختارها سيدكا عند بداية اللقاء..
لكن ما حدث بعد هدفنا الثاني يثير الدهشة كما يطرح تساؤلات متتالية لم تكن لها نهاية حتى بعد خروجنا بنتيجة الخسارة .. والسؤال الأهم (أو سؤال المليون الأصعب على رأي جورج قرداحي) : لماذا أجرى سيدكا كل هذه الابدالات بالجملة واخرج معظم لاعبي المنتخب واستثنى الحارس محمد كاصد وسلام شاكر وعلي حسين رحيمة من عملية التبديلات الجماعية التي أحدثت انكسارا في مستوى الفريق وأتاحت للصينيين فرصة نيل التعادل ثم الفوز؟!
انه سؤال يصعب إيجاد إجابة منطقية عليه .. فخلال متابعة تدريبات اسود الرافدين في الدوحة ، صرت على قناعة بان سيدكا لا يرضخ لرأي ولا يأخذ بمشورة .. وأرجو ألا تؤدي هذه السياسة إلى كارثة تحل بالمنتخب ، وان تؤدي فرضياته المستمرة إلى فهم حقيقي لإمكانيات اللاعبين من جهة والى إيجاد أرضية سريعة للانسجام بينهم على قاعدة الاستقرار في التشكيلة!
بالطبع ، لا أتحدث هنا عن خسارتنا أمام الصين كنتيجة .. فالمباراة في البداية والنهاية تجريبية ودية ولا يجوز الحكم على فريق من خلال نتائج في مباراة اقرب إلى الوحدة التدريبية .. لكني في الوقت نفسه أتساءل : متى يمكن أن يستقر المنتخب على تشكيلة نقول عنها إنها اقرب إلى تمثيل العراق مع ترك هامش للإبدال في حدود ضيقة؟!
هذا السؤال طرحته على سيدكا في اربيل ، كما عدت وطرحته عليه بعد مباراتنا مع السعودية .. وكان الرجل يبتسم قبل التأكيد على أنه يعرف ماذا يفعل وأنه لا يريد أن يرى جميع اللاعبين حتى لا يصيب أحدا منهم بالغبن!
ولا أحد يختلف معه في منهج إحقاق الحق وتجسيد العدالة والأحقية .. لكن الاختلاف يأتي حين تكون في مباراة تجريبية أخيرة وأنت تتحدث عن محاولة التثبت من إمكانيات اللاعبين!
لا أخشى على المنتخب من نجومه الكبار وهم بالجملة وكلهم جاهزون وفيهم الخير وننتظر منهم الإبداع .. لكن ما أخشاه أن تضيع ملامح المنتخب عند أول مواجهة تجمعنا مع إيران ، بعد أن تحولت التجارب إلى فوضى لا وقت لها أبدا!
" نقلاً عن صحيفة مونديال العراقية"
الإثنين أكتوبر 03, 2011 3:51 pm من طرف 
